التواء الخصية عند الأطفال: الأسباب، الأعراض، والعلاج
التواء الخصية، الذي يعرف أيضًا Torsion testis، هو حالة طبية تعد من الحالات الطارئة، تحدث عندما تدور الخصية حول الحبل الحاجز (هو حبل من الأنسجة التي توفر الدم للخصيتين) مما يؤدي إلى تقليل أو حتى قطع تدفق الدم إلى الخصية. هذا التقلب يسبب ألمًا حادًا وتورمًا، ويمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في الخصية إذا لم يتم علاجه بسرعة.
يحدث التواء الخصية بشكل أكثر شيوعًا في الأطفال والمراهقين، خاصة في الأولاد الذين يتراوح عمرهم بين 12 و 16 عامًا. على الرغم من أن التواء الخصية يمكن أن يحدث في أي عمر، إلا أنه نادر في الرضع والرجال البالغين. في بعض الأحيان، يمكن أن يحدث التواء الخصية بسبب نشاط جسدي شديد أو بدون سبب معروف.
تعتبر الجراحة الفورية ضرورية في حالة التواء الخصية لاستعادة تدفق الدم والحد من التلف الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الخصية. إذا تم التعامل مع الحالة بشكل سريع، فإن الخصية عادة ما تعود إلى الطبيعة، ولكن الانتظار لفترة طويلة قد يتسبب في تلف دائم يؤدي إلى فقدان الخصية.
تستلزم هذه الحالة الطبية الفهم العميق للأعراض والمعالجة السريعة. بالنظر إلى الأهمية البالغة لهذا الموضوع، سوف نناقش في هذا المقال الأسباب والأعراض والعلاجات المتاحة للتواء الخصية.
الأسباب:
لا يوجد سبب واضح للتواء الخصية، لكنه قد يكون مرتبطًا بعيوب خلقية تتيح للخصية أن تتحرك بشكل حر داخل الكيس الجلدي. بعض الأطفال يولدون مع هذه العيوب، ولكن العرض قد لا يظهر إلا في وقت لاحق من الحياة. الأنشطة الجسدية أو التوتر الشديد يمكن أن يسبب التواء الخصية أيضًا.
الفهم الدقيق للأسباب وراء التواء الخصية ما زال يتطلب المزيد من البحث. ولكن، هناك بعض العوامل التي تم التوصل إليها والتي قد ترتبط بحدوث هذه الحالة.
أحد هذه العوامل يتعلق بالعيوب الخلقية. بعض الأطفال يولدون بحالة تسمى “خصية معلقة”، حيث ليست الخصية مثبتة بشكل صحيح داخل الكيس الجلدي. هذا يسمح للخصية بالتحرك بشكل حر داخل الكيس، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى التواء الخصية. قد يكون الأطفال الذين يولدون بهذه العيوب عرضة للتواء الخصية في أي وقت من حياتهم، ولكن العديد من الحالات تحدث خلال سنوات الطفولة المبكرة أو المراهقة.
من الممكن أيضًا أن يسبب التوتر الجسدي الشديد أو الأنشطة الرياضية الشاقة التواء الخصية، خاصة في حالة الأطفال الذين يعانون من خصية معلقة. الأنشطة التي تشمل القفز أو الدوران أو الارتجاج الشديد قد تتسبب في دوران الخصية حول الحبل الحاجز.
على الرغم من أن التواء الخصية يمكن أن يحدث في أي وقت، إلا أنه قد يكون أكثر شيوعًا أثناء النوم. تقلصات العضلات التي تحدث خلال مرحلة معينة من النوم قد تؤدي إلى تواء الخصية، خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من خصية معلقة.
بصفة عامة، يجب العمل على تعزيز الوعي بالأعراض والعوامل المحتملة المرتبطة بالتواء الخصية لضمان التعامل السريع والفعال مع هذه الحالة الطبية الطارئة.
الأعراض:
الأعراض الأكثر شيوعا للتواء الخصية تشمل ألم شديد في الخصية، انتفاخ في الخصية، غثيان وقيء، وألم في البطن السفلي. في بعض الأحيان، يمكن أن يشعر الطفل بالتعب والإرهاق.
الأعراض الرئيسية للتواء الخصية تتركز على الألم الحاد والانتفاخ في منطقة الخصية. هذا الألم قد يبدأ بشكل مفاجئ أو قد يتزايد ببطء مع مرور الوقت. في بعض الأحيان، يمكن أن يشعر الأطفال بألم في البطن السفلي أو في الجانب المصاب.
بالإضافة إلى الألم والانتفاخ، قد يعاني الأطفال أيضًا من الغثيان والقيء. ومع زيادة الألم والإجهاد الناجم عن التواء الخصية، قد يشعر الأطفال بالتعب والإرهاق.
قد تظهر أعراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة أو تغيرات في لون الخصية المصابة. قد تكون الخصية المصابة أكبر حجمًا ومرتفعة أكثر من الخصية الأخرى.
في حالة الرضع، قد يكون من الصعب تحديد الأعراض بنفس الطريقة. ولكن، قد يظهر الرضع علامات على الإزعاج أو البكاء المستمر، أو قد يكون لديهم بطن مشدود أو مرتفع.
الأمر الأكثر أهمية هو الاستجابة السريعة لهذه الأعراض. إذا كانت هناك شكوك حول وجود التواء في الخصية، فيجب الاتصال بالرعاية الطبية العاجلة في أقرب وقت ممكن.
التشخيص:
التشخيص السريع للتواء الخصية حاسم للحفاظ على الخصية. يمكن تشخيص الحالة من خلال الفحص البدني، ولكن الأشعة فوق الصوتية تكون غالبا مفيدة في التأكد من التشخيص.
التشخيص السريع للتواء الخصية حاسم لتجنب التلف الدائم للخصية والحفاظ على الخصوبة. يبدأ التشخيص عادةً بالفحص البدني، حيث يقوم الطبيب بالتحقق من الألم والانتفاخ في الخصية وقد يقوم بفحص البطن والإربية.
ومع ذلك، فإن التأكيد الدقيق للتشخيص غالباً ما يتطلب الأشعة فوق الصوتية (السونار)، والتي توفر صورة دقيقة للخصيتين وتكشف عن أي تقلبات أو تغيرات في تدفق الدم.
في بعض الحالات، يمكن استخدام اختبارات أخرى، مثل تحليل الدم أو تحليل البول، لاستبعاد حالات أخرى قد تسبب أعراضًا مشابهة، مثل الالتهابات أو الخراجات.
من الجدير بالذكر أنه حتى وإن كانت هناك شكوك حول التشخيص، قد يتم اتخاذ القرار بإجراء الجراحة على أي حال لأن التأخير يمكن أن يؤدي إلى فقدان الخصية.
العلاج:
إذا كان الطفل يعاني من التواء الخصية، يجب إجراء الجراحة في أقرب وقت ممكن لتحرير الخصية واستعادة تدفق الدم. إذا تم التعامل مع الحالة في الوقت المناسب، فمن المرجح أن يكون للخصية فرصة جيدة للشفاء.
إذا تم تشخيص الطفل بالتواء الخصية، فالجراحة الفورية ضرورية لتحرير الخصية واستعادة تدفق الدم. الجراحة، التي تعرف بعملية التواء الخصية، عادة ما تستغرق حوالي ساعة وتتم تحت التخدير العام.
خلال العملية، يقوم الجراح بإجراء شق صغير في الكيس الجلدي ومن ثم تفكيك الخصية الملتوية. بمجرد تحقق الجراح من توقف التواء وعودة تدفق الدم، سيقوم بتثبيت الخصية في مكانها لمنع حدوث التواء مستقبلاً. في بعض الحالات، قد يتم تثبيت الخصية الأخرى أيضًا كإجراء وقائي.
إذا تم التعامل مع الحالة في الوقت المناسب – عادةً خلال ساعات قليلة من بداية الأعراض – فمن المحتمل أن يتمكن الأطباء من إنقاذ الخصية وأن تعود الوظائف الطبيعية لها. ومع ذلك، إذا تم التأخير في العلاج، فقد يتسبب ذلك في تلف دائم بالخصية وعدم القدرة على إنقاذها.
في حالة فقدان الخصية، يمكن للأطباء وضع بروز صناعية في الكيس الجلدي للمساعدة في الحفاظ على مظهر طبيعي. ولكن ينبغي العلم أن البروز الصناعية لا تنتج الهرمونات أو الحيوانات المنوية.
الهدف الرئيسي من العلاج هو الحفاظ على الخصية والحد من التلف، لذلك يعتبر الوقت عنصرًا أساسيًا في التعامل مع التواء الخصية.
الخاتمة:
التواء الخصية يعد حالة طبية طارئة تتطلب التعرف الفوري والتعامل السريع معها. الأعراض، بما في ذلك الألم الشديد في الخصية، الانتفاخ، الغثيان، القيء، والألم في البطن السفلي، يجب أن يعتبروا إشارات تحذير حقيقية تستدعي الرعاية الطبية العاجلة. عدم الاستجابة السريعة لهذه الأعراض قد يؤدي إلى تلف دائم في الخصية وقد يعرض الطفل لمشاكل في الخصوبة في المستقبل.
من الضروري جدًا للوالدين، المعلمين، ومقدمي الرعاية الصحية أن يكونوا على دراية بالأعراض والأسباب المحتملة للتواء الخصية. فهذا الوعي يمكن أن يعزز الاكتشاف المبكر للحالة ويحقق الاستجابة السريعة التي قد تحسن النتائج العلاجية بشكل كبير.
من الأهمية بمكان التذكير بأنه في الرعاية الصحية، الوقاية والتعرف المبكر على الأعراض غالبًا ما يكون الخطوة الأولى نحو نتائج علاجية ناجحة. في حالة التواء الخصية، يمكن أن يعني هذا الفرق بين الحفاظ على الخصية وفقدانها. لذا، إذا كانت هناك أي شكوك حول التواء الخصية، فإن القاعدة الذهبية هي البحث عن الرعاية الطبية بأسرع ما يمكن.