ما اسباب الشفة الارنبية وعلاجها ؟
اسباب الشفة الارنبية وعلاجها سؤال يؤلم سائله، ولا شكّ أن أكبر معاناة يمكن أن يخوضها الآباء أن يروا أبنائهم يعانون، لهذا نطرح هذا السؤال الشائع ونسترسل معًا في الإجابة على كل ما يخصه من أمور:
ماهي الشفة الارنبية، أضرارها، كيفية تشخيصها، وحتى علاجها، فتابعونا.
ماهي الشفة الارنبية عند الأطفال
ضمن اسباب الشفة الارنبية وعلاجها يكون السؤال عن طبيعة المرض أول ما يخطر في أذهاننا غالبًا. الشفة الأرنبية واحدة من العيوب الخلقية الشائعة التي تصيب الأجنَّة في فترة الحمل. أُطلِق عليها هذا الاسم لاعتقاد خاطئ قديم، فكان الناس يظنون أن رؤية الحامل لحيوان الأرنب هو سبب إصابة طفلها بالشفة الأرنبية.
مسميات للشفة الأرنبية
للشفة الأرنبية مسميات كثيرة، فإلى جانب الشفة الأرنبية، يُطلَق عليها الشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق، وكما أسلفنا هي مرضٌ شائع يصيب طفل ضمن كل 700 طفل.
هل الشفة الأرنبية عند الأطفال تشوه وراثي ؟
الشفة الأرنبية تشوه وراثي يحدث في المراحل المبكرة من الحمل، لا تتوفر فيه أنسجة كافية في منطقتيّ الشفة العليا والفم فلا يحدث الالتئام بشكل صحيح. تظهر الشفة الأرنبية على هيئة انفصال أو فتحة ضيقة بين جانبيّ الشفة العليا وغالبًا ما يمتدّ إلى ما وراء قاعدة الأنف ويشمل عظام اللثة العلوية.
أحيانًا يصاحب الشفة الأرنبية الحنك المشقوق، وهو شق أو فتحة في سقف الفم، ويمكن أن يشمل الحنك المشقوق:
- الجزء العظمي الأمامي لسقف الفم.
- الجزء الرخو الخلفي لسقف الفم.
ويمكن ان يصاب الطفل بالشفة الأرنبية أو الحنك المشقوق أو كلاهما.
أضرار الشفة الارنبية عند الأطفال
لن نقصر الأمر على اسباب الشفة الارنبية وعلاجها بالطبع، للشفة الأرنبية أضرار ومضاعفات يمكن أن تصيب الطفل، وتختلف شدَّة المضاعفات باختلاف مكان الشق وحجمه، فيمكن أن يعاني الطفل من:
- مشاكل في التغذية:
وهي مشاكل تواجه الطفل منذ الرضاعة، فبينما يمكن أن يلتقم الطفل العادي ثدي أمه أو زجاجة الرضاعة، يواجه الطفل ذو الشفة الأرنبية مشكلة في ذلك، حيث توجد صعوبة في مرور السوائل إلى المعدة عبر الحنك المشقوق ويمكن أن تتسرب السوائل إلى الفم.
- مشاكل في الكلام:
لأن الحنك يتحكم في مخارج الحروف، يخرج صوت الطفل المصاب بشق حلقي وكأن به خَنَف أو زنَّة بسيطة، فيبدو وكأنه يتحدث عبر أنفه.
- التهابات الأذن الوسطى وضعف السمع:
الأطفال المصابين بالشق الحلقي أكثر عرضة لتجمُّع السوائل داخل الأذن والإصابة بعدوى الأذن المزمنة، وكلها أشياء قد تؤدي لفقدان السمع.
- مشاكل في الأسنان:
غالبًا ما يولد الأطفال ذوي الشق الحلقي أو الشفة الأرنبية بتشوُّهات في الأسنان، تتنوع تلك التشوُّهات بين أسنان زائدة، أو أسنان مفقودة، أو تجاويف بين الأسنان، ويحدث هذا عندما يمر الشق الحلقي عبر اللثة العلوية.
- مشاكل نفسية:
يعاني الأطفال ذوي الشفة الأرنبية مشاكل نفسية، أكثرها صعوبة نظرة الآخرين لهم وخوفهم من نظرات الآخرين تلك. يتفاوت تقبُّل الناس للاختلاف، ودائمًا ما عانى المختلفين، شكلًا وطباعًا، من تنمُّر الآخرين وعدم القدرة على الاندماج والرغبة في الهروب والانعزال، لذلك، أكثر ما يهم عند ولادة طفل يعاني من الشفة الأرنبية هو الدعم النفسي، الشيء الآخر هو العلاج وهو ما سنتطرق له لاحقًا.
العوامل الوراثية قد تسبب الشفة الأرنبية
يسأل الكثير من الآباء ضمن اسباب الشفة الارنبية وعلاجها ما إذا كان للعوامل الوراثية دخل في إصابة طفلهم بالشفة الارنبية.
بشكلٍ عام، مازال سبب الإصابة بالشفة الأرنبية مجهولًا، لكن يزداد خطر إصابة الطفل بها إذا كان الأب قد أُصاب بها بالفعل، هذا ما أجمع عليه الأطباء من خلال رصد التاريخ المرضي للحالات عامةً.
وبخلاف العوامل الوراثية، تلعب العوامل البيئية سببًا رئيسيًّا آخر ضمن اسباب الشفة الارنبية وعلاجها، منها:
- إصابة الأم ببعض اضطرابات الغدد الصمّاء.
- بعض الآثار الجانبية للأدوية التي يمكن أن تتناولها الأم في فترة الحمل، حيث تتضمَّن تلك الآثار الجانبية إصابة الجنين بالشفة الأرنبية والشق الحلقي. تشمل هذه الأدوية:
- أدوية علاج الصرع مثل الفالبروات (valproate).
- بعض أدوية علاج أمراض القلب.
- بعض الأدوية التي تعالج حب الشباب مثل الأكيوتان (Accutane).
تجنب إصابة الطفل بالشفة الأرنبية :
بشكلٍ عام، دائمًا ما يُنصَح بعدم تناول الحامل لأي أدوية أثناء فترة الحمل، خاصة خلال أشهر الحمل الأولى، وخاصة دون الرجوع للطبيب.
- نقص الفيتامينات والأملاح الضرورية أثناء فترة الحمل مثل حمض الفوليك (folic acid) أو فيتامين (B9).
- وقد تحدث الإصابة نتيجة تعرُّض الأم لبعض الفيروسات أو المواد الكيميائية أثناء فترة الحمل.
كيف تشخص الشفة الارنبية عند الأطفال ؟
بعد الولادة، يمكن ملاحظة الشفة الأرنبية فور رؤية الطفل ولا يحتاج الأمر اختبارات كثيرة، لكن الجيد أنه يمكن تشخيص الشفة الأرنبية واكتشافها قبل الولادة حتى، نظن أن تلك النقطة من أهم النقط التي تندرج تحت اسباب الشفة الارنبية وعلاجها، حيث يساعد التشخيص المبكر الوالدين على الاستعداد النفسي والتحضير لعلاج الطفل.
ويمكن تشخيص الشفة الأرنبية قبل ولادة الطفل بالطريقة التالية:
الموجات فوق الصوتية:
الموجات فوق الصوتية أو (Ultrasound) هي إجراء آمِن عبارة عن جهاز يستخدم الموجات الصوتية للكشف عن أشياء كثيرة، في حالتنا لفحص الرحم والمبيضين خلال فترة الحمل والاطمئنان على صحة الجنين.
تبدأ الشفة الأرنبية في الأسبوع الثالث عشر من الحمل وهو الوقت الأمثل للكشف عنها بالموجات فوق الصوتية، أمّا الحنك المشقوق فيكون من الصعب الكشف عنه بالموجات فوق الصوتية.
علاج الشفة الارنبية عند الأطفال :
الشفة الأرنبية لا تأتي منفصلة، بل يرتبط بها العديد من المشاكل الصحية كما أسلفنا في الحديث عن أضرارها، لذلك، تحتاج الشفة الأرنبية للكثير من الإجراءات الطبية على رأسها عملية جراحية أو أكثر لتجميل الشفة الأرنبية وعلاج الشق الحلقي.
ويمكن وصف رحلة العلاج في حديثنا عن اسباب الشفة الارنبية وعلاجها كما يلي:
- يجب أولًا تشخيص شدة الإصابة لدى الطفل، فبناءً على التشخيص سوف تحدَّد عدد العمليات التي تحتاجها حالته، ولا تُجرى العمليات التي يحتاجها الطفل في فترة واحدة، فالعملية الأولى مثلًا تُجرى عند بلوغه ثلاثة أشهر ويكون الهدف منها خلق سقفًا وظيفيًا للحنك تمهيدًا للتطور السليم للأسنان وعظام الوجه، وتقليلًا لتجمًّع السوائل في الأذن الوسطى.
- في سن الثامنة، قد يحتاج الطفل إلى عملية ترقيع عظمي لدعم الأسنان الدائمة وتثبيت الفك العلوي.
- يحتاج بعض الأطفال المصابين بالحنك المشقوق إلى تركيب تقويم للأسنان.
- وإذا كانت الشفة الارنبية قد سببت تشوُّهًا للأنف، فسوف يحتاج الطفل إلى عملية لتجميل الأنف.
- بالطبع، تخلِّف كل تلك العمليات ندبات في الوجه، فتُجرى عملية لتجميل الندبات وغالبًا ما تحدث في فترة المراهقة.
وبخلاف التدخُّلات الطبية، هناك إجراءات أخرى يجب اتّباعها، مثل:
- الدعم النفسي طوال فترة العلاج، سواء من الوالدين أو من خلال جلسات الدعم النفسي من المتخصصين.
- جلسات التخاطب لعلاج أي اضطراب في النطق لدى الطفل.
- أمّا خلال فترة الرضاعة، فيجب التشديد على أهمية التركيز على مساعدة الطفل على الرضاعة ويمكن فعل هذا باستخدام زجاجة رضاعة مخصصة لإرضاع الأطفال ذوي الشفة الأرنبية، فتوصِّل الحليب إلى الحنجرة مباشرة لضمان تغذية الطفل.
الأطفال ذوي الشفة الأرنبية :
في النهاية أهم ما ننصح به الوالدين هو الصبر، وألّا يسمحا لأي شيء بتعكير حبهما لصغيرهما أو سلب طفولته منه.
الأب والأم هما درع الطفل في مواجهة العالَم، واستسلامهما يعني مواجهة الطفل للعالم كله مجردًا من الدعم.